الاحريه العامه

مازالت تجارة الرقيق سائدة في العالم حتى استغاثت منظمة تضامن الشعوب >الأفروأسوية< لحقوق الإنسان بالمنظمات الدولية لأن تجارة بيع الأطفال تجري على الشواطئ الغربية لأفريقيا حيثُ بيع ألفي طفل في شهرين كما نشرت منظمة حقوق الإنسان أنه يوجد 72 مليون من العبيد في دول العالم(1)·

ومع هذا نجد أقلاماً عربية في صحف عربية تتهم الإسلام بحماية الرق بوضع أحكام له تميز بين الناس، وتبيح الرق، ولقد تجاهل بعض الأعراب الذين اتهموا الإسلام بالتمييز الصارخ· أنه قبل نزول القرآن الكريم كانت المرأة تعد ضمن العبيد والصبيان والمجانين، والقانون الروماني الذي ورثته أوروبا وافتخرت به هو خير شاهد على ذلك، بل مازالت أوروبا تميز بإجحاف بين الرجل والمرأة (3) في الأجر وفي التبعية لزوجها باسم العائلة وفي الأموال· أ ـ والتوراة هي الشاهد الأول على ذلك قبل القانون الروماني، فالتوراة تبيح الرق للفتيات والنساء والأطفال· ففي سفر التثنية الإصحاح 20 فقرة 10ـ 11 ما نصه·
>حين تقترب من مدينة لتحاربها ادعها إلى الاستسلام فإن قبلت السلام وفتحت لك أبوابها، فالشعب الموجود فيها كله يسخر ويستعبد<·
والفقرات 12/15 تحدد حكم المدينة التي لا تستسلم وهو >إذا رفضت السلم معك فحطَّم بحد السيف جميع ذكورها، أما النساء والأطفال والأنعام وكل ما يكون فيها فهو غنيمة<·
كما فرضت التوراة الرق عقوبة للسارق ورد ذلك في سفر الخروج الإصحاح رقم 22 فقرة 1، 3، 4·
وكذلك ورد الاسترقاق في التوراة عند العجز عن سداد الدين للمدين وكان الاسترقاق يفرض عليه وعلى أفراد أسرته ورد هذا في سفر اللأوبين الإصحاح 52 الفقرة 242 والنص: >إذا افتقر إليك أخوك وباع نفسه إليك فلا تكلفة ألبتة عمل عبد، يخدمك ثم يخرج من عندك هو وأبناؤه فيعود إلى أسرته في ملك آبائه< أي يعود إلى أسرته بعد سداد الدين· ب ـ والشاهد الآخر هو القانون الروماني فأسباب الرق لديه كثيرة منها:
1 ـ بيع المدين المعسر خارج الحدود، فيصير به الروماني عبداً لمشتريه·
2 ـ بيع الهارب من التجنيد خارج الحدود ليكون عبداً هناك·
3 ـ بيع المحكوم عليه في بعض الجنايات الخطيرة خارج الحدود ليكون عبداً للأجانب·
4 ـ التخلي لدولة أجنبية عن مواطن ارتكب جريمة في حقها ولم ترد روما أن تدفع هي التعويض أو تتعرض بسببه لحرب، فيكون رقيقاً هناك·
5 ـ بيع الأولاد في حال الفقر الشديد· وبيع الأولاد في روما كان في الفترة الأولى من تاريخ روما يتحقق به الرق إذا باع الأب الابن فيما وراء نهر >التير<، أي خارج الحدود·