الوجه الآخر
أسمع دائما كلماته الرنانة ، ومشاعره المبالغ فيها ، وزخارفه الفارغة التي ترهق الاخرين بنمارقها... وعندما تسللت الى أعماقه وجدته فارغا يعطي شيئا ليس موجودا يتحدث دائما عن المثاليات الخيالية التي لا تمت للواقع بأي صلة، نعم هو قادر ولكن قادر على فعل القول ، فهو يقول دائما ولا يفعل ، كمن يمسك الثوب ولا يرتديه..... يبقى عاريا وان كان لديه ما يستره، يحاول دائما اشعال الشموع حول نفسه حتى يراه الاخرون ولكن نفسه حالكة السواد يخلق الضوضاء حول نفسه وهو لم يفعل شيئا سوى تلك الضوضاء اعرف كيف ، هو مبدع في اخراج معسول الكلام ودموع التماسيح ينسج لنا دائما كلمات منمقة ، يتوسطها ضوء صناعي ، ضعيف المصدر، واذا واجهته بالحقيقة الكاره لها فانه يقف عاجزا ولكن بداية عجزه ابتسامة !!!!! نعم انها ابتسامة صفراء لاتخرج من بين ثنايا الألم وانما تنبع مما يسمى الخداع، يوهم بانه يعطي ويصّدر للخارج، ولكنه لا يعطي سوى ثمار حائلة تضر و لاتنفع كالرحى التي تخرج أصواتا ولا تعطي طحينا ،، قد يبدو انه يوجد وجه شبه بينهما ولكن أعتقد أنه يوجد فرق كبير أنه انسان وليس جماد له قلب وأحاسيس ومشاعر لا أريد بكلامي قتل ما بداخله الكاذب ، ولكن أريد أن يكون موجوداً ولكن صادقاً. أعلم أنه يشعر بالسعادة عندما يخرج له الاخرون شبيها بكلماته الفارغة... لا أريد أن أعرف السعادة التي يشعر بها لأنها ليست حصيلة الجمع بين اثنين ، وانما هي أكثر من ذلك بكثير. ولكن أسعى دائما الى الحقيقة ، وان كان الاخرون كارهين لها ،أحاول أن أستلها من الأعماق ليس لأني فقط أكره الكذب والنفاق ، ولكن لأني أحب أن أرى ما اسمع . أحب أن يعرف كل شخص حجمه وحقيقة ما بداخله ، ليس تدخلا وانما شفقة على الانسان الكاذب لأنه دائما يعيش في حفلة مضاءة بالأزهار واللالىء والأنوار التي لا يوجد لها مصدر محدد سوى أنها تغرق الاخرين بين قواعدها الصدئة.