نقاش ساخن حول القدس في ام الفحم

نداء استغاثة من مدينة نور المثلث
لوقف العبث اكراما لمدينة الانبياء
اختتام مؤتمر الائتلاف الاهلي وشبكة المنظات و- اتجاه-
حول مرور اربعين عاما على احزان القدس..!
ام الفحم- اجتاحت موجة من الغضب مؤتمرا عن مدينة القدس في قلب القضية بعد احتلال دام اربعين عاما عقد في بلدية ام الفحم يوم الاربعاء 13-6 – امس الاول- بسبب توارد الاخبار المفجعة عن تجدد الاشتباكات في قطاع غزة بين ميليشيات فلسطينية متناحرة ووجه المؤتمرون نداء عاجلا ناشدوا فيه المتقاتلين وقف دائرة العنف والدم وعدم اشهار السلاح في وجه بعضهم بعضا مهما كانت المبررات والدوافع. وتحولت جلسات المؤتمر الذي عقد بتنظيم من الائتلاف الاهلي لحماية حقوق الفلسطينيين في القدس وشبكة المنظمات الاهلية والجمعيات الاهلية العربية في الداخل – اتجاه- الى نقاش ساخن وعاصف احيانا بين ممثلي الاطر والقوى الوطنية الفلسطينية داحل الخط الاخضر.
فقد تباينت وجهات النظر بخصوص الالية السياسية الواجب اتباعها في هذه المرحلة للحفاظ على مدينة القدس بشكل خاص كرمز مهم واساسي للقضية الفلسطينية وسبل مواجهة المخاطر المحيطة بها. فقد رأى خالد مهنا احد قيادي الحركة الاسلامية الفرع الجنوبي ان القدس هي من اهم الثوابت الفلسطينية والعربية والاسلامية وانها لا تخضع لما اسماه بالثوابت السياسية القائمة على الكذب والتدليس والخداع فهي فوق ذلك..؟
ونادى باعتبار مدينة القدس الشرقية كلها حرم مقدس وليس فقط المسجد الاقصى المبارك. فيما انتقد عصام مخول رئيس الحزب الشيوعي الاسرائيلي اعتبار المعركة على القدس بأنها معركة عقائدية، فالقدس مهمة بابعادها السياسية والجغرافية والتاريخية لذلك فان سلطات الاحتلال تسعى الى تهويد تحت المدينة لتهويد ما فوقها..؟! فهي- اي- اسرائيل تهود الماضي والتاريخ لتضمن تهويد مستقبل المدينة. لذلك فهذا هو التحدي الذي ينتظر الفلسطينيين للتصدي له ومنع ضياع مدينتهم.
وقبل ان يتناول موضوع القدس، عرج عوض عبد الفتاح الامين العام للتجمع الديمقراطي العربي على ما يجري من اقتتال في غزة واصفا اياه بأنه عملية انتحار ذاتي..!
واعتبر ان موضوع القدس هو اكبر بكثير من كل الاحزاب والتيارات لأن ما يجري فيها هو عملية هدم ممنهجة ومبرمجة لاغتيال هويتها العربية حتى تنتهي كأحد الثوابت الرئيسية في القضية الفلسطينية التي تشهد حاليا اخطر مراحلها على الاطلاق. وقال ان القدس هي ضحية الاحتلال اولا وضحية الاهمال الفلسطيني والعربي بشكل من الاشكال. وانتقد عبد الفتاح غياب استراتيجية لمواجهة سياسة التهويد والاسرلة بحق المدينة واهلها العرب.
اما رجا اغبارية رئيس حركة ابناء البلد فقد رأى بأن حل الدولتين لم يعد عمليا لأن اسرائيل ترفض الانسحاب خطوة واحدة من القدس ومن معظم الاراضي الفلسطينية. واستعرض الوجود العربي التاريخي منذ الاف السنين في هذه البلاد والذي لم ينقطع لحظة واحدة عبر التاريخ مما يدلل على ان العرب الفلسطينيين هم اصحاب الارض الشرعيين. ودعا للتمسك بالمقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس. وقدمت لهذه الجلسة سلمى واكيم.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد تناولت تقاسم الهم المقدسي بين مختلف اطياف الشعب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده في الاراضي الفلسطينية بما فيها داخل الخط الاخضر حيث طالب امير مخول بالتكاتف والعمل كتلة واحدة لحماية حقوق شعب القدس وفي مقدمتها انهاء احتلال المدينة غير الشرعي منذ عام 67. واعتبر المحامي حسين ابو حسين ان بوصلة لا تشير الى القدس هي مشبوهة في اشارته الى المتقاتلين على الوهم في غزة.
واستشهد برئيس الكنيست الاسرائيلي الذي اعترف مؤخرا بأن دولته تستخدم اساليب غريبة عجيبة في ضم القدس وتغيير معالمها.
وهاجم المحامي مصطفى سهيل في كلمة بالنيابة عن الشيخ هاشم عبد الرحمن رئيس بلدية ام الفحم بعض الاصوات القليلة في الوسط العربي داخل منطقة 48 التي دعمت باراك في الفوز برئاسة حزب العمل مجددا. في حين قرأ عبد الرحمن ابو عرفة رئيس الائتلاف الاهلي لحماية حقوق الفلسطينيين في القدس خاطرة ساخرة كتبها من وحي منع اليوم الاول من مؤتمر القدس بعد اربعين عاما من الاحتلال نتيجة استدعائه من ما اسماه بالملك فؤاد الثاني..؟! ولكنه رفض الاستجابة لهذه الدعوة غير الكريمة من "الباشا" الكبير...؟! وكانت الكلمة الاخيرة في الجلسة التي ادارها سهيل مصطفى لمدير مؤسسة التعاون سهيل ميعاري الذي استهجن تغيير الطابع العربي والاسلامي لمدينة القدس وان كل الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال تعتبر باطلة ولاغية حسب القانون الدولي. وردد ما جاء على لسان جورج انطونيوس احد الاصدقاء التاريخيين للعرب " تنبهوا واستفيقوا ايها العرب"..واشار الى دور مؤسسة التعاون في المساهمة في الحفاظ على الوجود العربي في المدينة. وقال ان الهدف من هذا الاجتماع هو توسيع نشاطاتنا وتحفيز الاخرين على العمل من اجل القدس، فكل يغني على ليلاه ونحن نغني ل" ليلانا " وهي القدس وفلسطين.
وفي جلسة تناولت مخاطر ثقافة الاحتلال وما تتعرض له المقدسات اسهب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في شرح ما يتعرض له المسجد الاقصى والمقدسات يوميا من انتهاكات اسرائيلية تهدف للسيطرة الكلية عليه. وعدد جملة من الاقتراحات الواجب تنفيذها مثل وثيقة الميثاق والعهد والوفاء التي تم توقيعها في القدس مؤخرا ومشروع رباط الحمائل والعائلات المقدسية في الاقصى ومسيرة البيارق. كما دعا الى تشكيل صندوق اسلامي عربي عالمي لدعم القدس المهددة بالخطر الداهم. وحث على حملة من اجل عمل جدي ومتواصل لاعمارالمقدسات الاسلامية والمسيحية. وتطرق خبير الخرائط خليل تفكجي الى حقائق مريرة تشهدها القدس خاصة في هذه الايام واخوة السلاح يتقاتلون فيما
بينهم..! وسرد باسلوبه الدقيق والموثق بالارقام والاحصائيات عمليات النهش الاسرائيلية المتواصلة في كل اجزاء القدس لحسم الصراع عليها نهائيا .. ورغم قتامة الصورة السوداوية الا انه اكد ان صمود الاهالي ودعمهم من شأنه ان يفشل كل هذه المخططات المستميتة.
واكد على ضرورة دعم البشر وليس الحجر فقط في القدس لأن البشر هم الذين يحمون الحجر في نهاية المطاف..! ورأت الناشطة المجتمعية والخبيرة النفسية رنا نشاشيبي ان سلطات الاحتلال تحاول بكل السبل والوسائل انتزاع الهوية الوطنية من نفوس المقدسيين وخاصة الشباب منهم مستخدمة العديد من الوسائل الماكرة والخبيثة. وتهدف من وراء ذلك الى زعزعة ايمانه بقضيته وحقه وتطويعه وثنيه عن مواجهة سياساتها والتصدي لها. واشارت الى محاولة غرس عقلية "الغيتو" في نفوس وقلوب المقدسيين من خلال عزلهم واقامة جدار الفصل العنصري. ورصدت تراجع المستوى الفكري والثقافي لدى العائلة المقدسية وعمليات تسرب التلاميذ من المدارس الحكومية الاسرائيلية لتفريخ اجيال جاهلة ومسيرة يمكن التحكم بها بالشكل الذي تريده هذه السلطات. كما نوهت الى احالة الاغتراب النفسي التي يعيشها المقدسيين وظاهرة العنف المجتمعي. ودعت الى التركيز على التعليم وتطوير البرامج الشبابية وتنسيق وتكثيف الجهود. وادار الجلسة فارس ابو عبيد من الحركة الاسلامية في النقب.
وفي الجلسة الاخيرة التي ادارها اياد برغوثي تناول سفيان مشعشع مدير العمليات في مؤسسة التعاون دور مؤسسات التمويل في دعم القدس معترفا بعدم وجود اية مؤسسة فلسطينية ما عدا التعاون. وطالب بان يكون هناك دعما تنمويا وليس اغاثيا فقط..! واعلن عن الاتفاق مع صناديق عربية على تخصيص نسبة 10% من ارباحها لدعم المدينة المقدسة اي ما يمثل 50-60 مليون دولار سنويا قد تساعد في ملء فراغ مؤسسات التمويل العربية والفلسطينية في القدس. وركز على ضرورة دعم الانسان المقدسي حتى يتمكن من الصمود والاستمرار من خلال اعادة الحيوية الى المؤسسات المقدسية الصامدة في القدس. واقترح المحامي اياد رابي حملة مقاطعة ضد الشركات الاجنبية التي تدعم تهويد القدس وبناء المستوطنات. كما طالب باعتماد خطاب حقوقي قانوني يستند على القانون الدولي الانساني لمواجهة حملة اسرائيل الشرسة على القدس واهلها. كما حث الى اعادة الثقة لدى الممولين عن طريق استخدام وسائل جديدة ومبتكرة في تنفيذ المشاريع الحيوية في المدينة المقدسة.